فطر الشيزوفيلوم الكوميوني
Schizophyllum commune myegylum
ويعرف بـ/ split gill
المقدمة/
هو عبارة عن فطر من فصيلة الزامحيات، يركب أغصان وجذوع بعض النباتات الحرجية والمثمرة، منها: الكرز والمشمش والخوخ، وقد شوهد على ساق التوت، وعلى ثمار التفاح الناضجة الساقطة، وينمو كذلك على الأشجار الميتة بعد المواسم الممطرة، التي تليها فترات الجفاف، وينمو في مجموعات كثيفة، حيث يتم جمع الفطر بشكل طبيعي، وهو معروف بقيمته الطبية العالية، وطعمه العطري.
يعتبر فطر الشيزوفيلوم من الفطريات التي تنتمي إلي جنس الفطريات الصغيرة، ويشبه الفطر تموجات الشعاب المرجانية، أومروحة اليد الصينية الفضفاضة، ويختلف لونه من اللون الأصفر الكريمي إلى الأبيض الباهت، ويتراوح حجم الفطر من 1 – 4.5 سم، وهو عبارة عن نسيج إسفنجي كثيف.
كما أنه يعرف بالفطر الخيشومي لما له من طبيعة فريدة مقسمة طوليا كخياشيم الأسماك علي الجانب السفلي من غطاء الرأس للفطر.
وتعتبر هي الفطريات الوحيدة القادرة علي التمايل عن طريق الحركة، كما أن هذا الفطر ينتشر في جميع أنحاء العالم.
على الرغم من أن القوائم الغذائية الأوروبية والأمريكية تدرجه على أنه غير صالح للأكل، هذا على ما يبدو بسبب اختلاف معايير الذوق بدلاً من السمية المعروفة، حيث يُنظر إليه على أنه قليل الطهي، بسبب قوامه الصعب، لكن في الواقع فطر شيزوفيلوم صالح للأكل، ويستهلك على نطاق واسع في المكسيك، وأماكن أخرى في المناطق الاستوائية.
في شمال شرق الهند في ولاية مانيبور، يُعرف باسم kanglayenand وهو أحد المكونات المفضلة للفطائر على طريقة مانيبوري، والتي تسمى باكنام، وفي ميزورام الاسم المحلي هو: pasi الفطر الصغير (يعني pa الفطر، si يعني صغير) وهو واحد من أعلى أنواع الفطر الصالح للأكل بين مجتمع الميزو.
يشرح المؤلفون سبب تفضيل الفطر القاسي والمطاط في المناطق الاستوائية بخلاف فطر عيش الغراب الرقيق واللطيف، اذ أنه يتعفن سريعًا في الظروف الرطبة الحارة هناك، مما يجعل هناك مشكلة في تسويق هذا الفطر.
وجذب مؤخراً الصناعات الطبية، بسبب أنشطته المناعية المضادة للفطريات، والمضادة للأورام، والمضادة للفيروسات، التي هي أعلى من الكربوهيدرات المعقدة للجلوكونات الأخري.
وعادة ما يوصف فطر الشيزوفيلوم بأنه فطر موروفيولوجي التوزيع "أي أنه جزيئي التوزيع"، ولكن بعض الأبحاث اقترحت أن الفطر قد يكون معقد من حيث التركيب من الأنواع الأخري التي تشمل العديد من الأنواع الخفية ذات التوزيع الضيق.
تصنيفه/
فطر الشيزوفيلوم ينتمي لمملكة الفطريات، شعبة الفطريات القاعدية، درجة الأجاركس، فصيلة الكوميون.
تاريخه وانتشاره/
فطر الشيزوفيلوم هو فطر نباتي، قادر على إكمال دورة حياته في حوالي 10 أيام، وهو واحد من الفطريات الأكثر شيوعًا، والتي يغطي توزيعها جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
تم تعديل تصنيف الفطر وراثيًا بنجاح واستخدامه كأداة جزيئية لدراسة التكوين الحيوي لجدار الخلية، والنمو ونوعية التزاوج ، والتعبير غير المتغير للجينات، وكذلك حذف الجينات.
اكتشافه/
العجيب أن فطر الشيزوفيلوم تم اكتشافه من خلال المرض الذي يسببه للإنسان والحيوان، ولكنه نادرا ما يحدث إلتهابا في الجيوب الأنفية، وحساسية مزمنة، إلا أن أسلوب حياته رثويًا، عن طريق التسبب في تعفن الفطريات البيضاء.
وتم الكشف عن 150 نوعًا على الأقل من النباتات الخشبية التي هي ركائز لنمو فطر الشيزوفيليوم، وهي أيضا تستعمر أنسجة الخشب اللين وتنمو عليه، وتعتبر هذه الميزة واحدة من المميزات الأكثر إثارة للاهتمام من الناحية التكنولوجية حيال هذه الفطريات، لأنها تسمح له بإنتاج مجموعة متنوعة من ركائز اللينجوسيلوزك "المستخلص الكربوني الصلب من الخشب".
وتتمثل المستخلصات التي يمكن الحصول عليها من هذا الفطر، على سبيل المثال: إنزيمات الإيثانول الحيوي، المضادات الحيوية، المنظفات الصناعية، بعض السكريات الفطرية،
وهذه صور لبعض الأنواع:
فطر الشيزوفيلوم – و لاية إلينوي الأمريكية
فطر الشيزوفيلوم – ولاية ميسوري الأمريكية
فطر الشيزوفيلوم – ولاية ميتشجين الأمريكية
فطر الشيزوفيلوم – إستونيا
الوصف المورفولوجي "الجزيئي"/
تحتوي مستعمرات الفطر علي 2% من مستخلص شعري، وتنتشر بطريقة تشبه الصوف إلي حد كبير، وسرعان ماتشكل أجسام مثمرة مرئية بشكل مجهري، وقد تستغرق بعض العزلات مايصل إلى 12 أسبوعًا لتشكيل أجسام مثمرة كأجسام الفاكهة الصغيرة مفصصة بالخياشيم على الجانب السفلي، واسعة ولها اتصالات مشبكية، ويحمل الباسيديا أربعة أبواغ أساسية، كما يمتد البسيدورس الزجاجي بندبة جانبية في الطرف السفلي بحجم يبلغ ما بين (2-3 * 6-7) ميكروميتر، والعديد من العزلات الإكلينيكية من فطر الشيزوفيلوم لا تظهر أي روابط مشبكية، وبالتالي فإن أي عزلة بيضاوية تنمو بسرعة، وتظهر نموًا جيدًا عند 37 درجة مئوية.
الفوائد الغذائية والصحية لفطر الشيزوفيلوم/
يعتبر النسيج المكون لفطر الشيزوفيلوم نسيج يشبه إلي حد كبير اللحوم الحيوانية، كما أن تركيبته الغذائية جيدة الطعم، ورائحته عطرية الشم، ممايجعل لهذا الفطر شعبية كبيرة، حيث يستهلك بين مجتمع الملايو في ماليزيا وإندونيسيا وفي مدغشقر ونيجيريا وشمال شرق الهند.
ولكن حاليا لم تتم زراعة هذا الفطر على مدى واسع، وعادة مايتم جمعه من البرية، وبالتالي فإن العرض والطلب على هذا الفطر يرتبط بشكل محدود وموسمي.
إلى جانب كونه فطر يتميز بحساسية نوعيه حيث تم الاعتراف بأهميته الطبية المهمة للغاية، لأنه ينتج السكاريد الشيزوفيليان (ب1-3، ب1-6 جلوكان) مما يدل على خصائص طبية كبيرة، وقد تم تطوير هذا السكاريد في اليابان بطريقة فعالة بشكل خاص ضد سرطان عنق الرحم، وقد جذب هذا السكاريد الانتباه في السنوات الأخيرة في صناعة الأدوية، بسبب نشاطه المناعي المضاد للأورام والمضاد للفيروسات.
كما تظهر الدراسات أن المستخلص السائل من فطر الشيزفيلوم الذي ينتج بعد طهي الفطر يظهر إمكانات مضادة للأكسدة بشكل جيد.
وتعتبر الكتلة الحيوية في فطر الشيزوفيلوم الصالحة للتغذية والإستخدام الطبي يمكن تحويلها أيضا إلي أعلاف تستخدم كغذاء للحيوان، ويمكن أيضا أن تنتج مضادات الميكو الحيوية "المتفطرة" بشكل أساسي. كما أن الإهتمام بزراعة ذلك الفطر سيعزز بشكل أساسي كمية الفطر المنتجة، إذا ما تم إدارتها بشكل صحيح، كما أنه سيسهم في خفض انبعاثات مواد نفايات الليغنوسليوسك "النفايات الكربونية".
ولمنتجات التكنولوجيا الأحيائية للفطر آثار متعددة المنفعة، مثل: الأغذية، والمقويات الصحية، والأدوية، والأعلاف، والأسمدة، وحماية البيئة، وغيرها.
وقد تم مؤخرا عزل المواد الصيدلانية ذات الخصائص القوية والفريدة لتعزيز الصحة من الكتلة الحيوية للفطر الطبي، وتوزيعها في جميع أنحاء العالم، في حين أن البعض الآخر يمثل فئة جديدة من المكملات الغذائية، أوالمواد الجوزية "المكسرات".
الإستخدامات الصحية:
كما ذكرنا من قبل أن الفطر يستخدم كمضاد للسرطان وهو جلوكان بسيط، تم إنتاجه في وسط مستنبت بواسطة الفرير "جهاز إستنبات" كعلاج مناعي مساعد لمرضى كانوا يعانوا من سرطان في المخ، وعنق الرحم.
وكما أظهرت الدراسات المناعية أن مجموعة كريات دم بيضاء استعادت بسرعة المناعة الخلوية التي تضررت من العلاج الإشعاعي والكيميائي، كما أن احتوائه على بيتا الجلوكان يعد كمكون رئيسي لجدران الخلية مثله مثل بعض الكائنات الحية الدقيقة مثل: الخميرة(البكتيريا النافعة)، وكذلك إحتوائه على بعض القيم الغذائية المتواجدة في الحبوب مثل الشوفان والشعير، التي لها أهمية صحية، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الجلوكان، هذه المواد تحفز الجهاز المناعي، وبالتالي يكون لها تأثير مفيد في مكافحة الالتهابات البكتيرية والفيروسية والفطرية والطفيلية.
وبيتا جلوكان تحمل أيضا خصائص مضادة للتخثر، وفي الآونة الأخيرة ثبت أنها مضادات للخلايا السامة، ومضادة للطفرات، ومضادة للأورام، مما يجعلها مرشحة واعدة للصحة الدوائية.
وتلعب دورا مهما كمنشطات مناعية في العلاجات الطبية الفعلية، وتظهر نتائج جيدة عندما تستخدم بالاشتراك مع أدوية العلاج الكيميائي أوعند استخدامها مع العلاج الإشعاعي، ويعتبر فطر الشيزوفيلوم، مثل هذه المنشطات المناعية يكون أكثر فعالية عندما يؤخذ كمشروب.
وعلى الرغم من أنه لم يتم الابلاغ عن هذه الحقيقة في كثير من الأحيان، فقد نتج عن استخدام فطر الشيزوفيلوم مع العلاجات الأخرى فوائد كبيرة في بعض الحالات، كما لاحظ الدكتور شيجينورى جوتو الخبير بالعلاج المناعي في حالة بعض المرضى الذين تناولوا الفطر بينما يتلقون العلاج المناعي للسرطان، اختفت خلايا السرطان المنتشرة تماما.
ووفقا للدكتور جوتو، "السرطان ليس بأي حال من الأحوال مرض غير قابل للشفاء ولكن من المهم أن لاتستسلم لأنه تم تشخيص مرض السرطان لديك" و يقول أيضا: "بالاضافة الى أن مادة البيتا جلوكان الموجودة في الفطر بحسب ما ورد لديها نشاط عالى مضاد للسرطان، فان غيرها من المواد الموجودة في الفطر يمكنها أن تزيد هذه الفوائد من خلال العمل مع بيتا الجلوكان بالتآزر".
ولايمكن التأكيد أن فطر الشيزوفيلوم وحده هو الشفاء التام من السرطان، ولكن يبدو من المؤكد، كما يقول د. جوتو، أنه لديه القدرة على رفع وظيفة المناعة عند المرضى الذين يتبعون طريقة العلاج المناعي.
الفوائد العلمية/
وفي مجال الكتلة الحيوية، تم الكشف عن 1100 براءة إختراع تتعلق جميعها بفطر الشيزوفيلوم في العقدين الماضيين، بما في ذلك إنتاج الوقود الحيوي، ومشتقات الكتلة الحيوية.
ومن المسلم به أن الاستخدام الإقتصادي للكتلة الحيوية الموزعة على نطاق واسع في فطر الشيزوفيلوم بإمكانه أن يعمل كمادة وسيطة للإنتاج المستدام للمركبات الحيوية، مثل: الديزل الحيوي والسقالات الجزيئية، والوقود، والمواد الكيميائية ذات القيمة المضافة عاليا، والتي سوف تمثل تغييرًا مفاهيميًا ومنهجيًا في الاستخدام الاستراتيجي للمواد الخام الطبيعية.
كما أكدت الدراسات البحثية أن فطر الشيزوفيلوم محل اهتمام كبير، فقد تم تحضير تركيبة مبيد للديدان، ومبيد للجراثيم من سلالة الكوميون حيث يكون المكون النشط حيويًا والأساسي هو بيتا البيسابولول.
وفي عام 2012 شكل الفطر هذه المرة الأساس لمشروع بحثي لإنتاج الوقود الحيوي، حيث أنه يستهلك الأكسجين والنشا لإنتاج بوليمر حيوي، حيث يعتبر عامل تثخين بيولوجي تماماً.
ويمكن استخدام هذا البوليمر في إنتاج النفط، فالمادة المشابهة للجيلاتين تعمل على زيادة ثخانة الماء، الذي يتم ضخه في الرواسب لتحسين الإنتاج، ويمكن للماء أن يدفع كمية أكبر من النفط خارج الرواسب، لأنه لم يعد يتدفق مارّاً بالمادة الخام، كما يمكن لهذا التقنية زيادة معدل الاستفادة من خزائن النفط بشكل ملحوظ، فضلاً عن ذلك فإن هذه العملية تتم بطريقة صديقة للبيئة لأن البوليمر الحيوي قابل للتحلل بصورة تامة، ويجري القيام بأول اختبار ميداني للمنتج منذ عام 2012 في حقل نفط بوكستيدت في ألمانيا.
كما تجري شركة فينترسهال أبحاثاً لإيجاد إمكانية جديدة لاستخدام عملية فيضان البوليمر في مكامن النفط، فالبوليمرات تلعب دوراً كبيراً في حياتنا اليومية، وتتميز بوظيفة أساسية، وهي أنها تقوم بدور العامل الذي يزيد السماكة، وتدخل البوليمرات في صناعة معجون الأسنان ومستحضرات التجميل، فهي تعمل مثلاً على تحويل المواد السائلة إلى مايشبه العجينة أو الجل.
وفي حالة إنتاج النفط الخام، تعمل البوليمرات على رفع قوام الماء مما يعمل على دفع النفط خارج الصخور المسامية، وهذه الفئة تسمى بفيضان البوليمر، حيث تتضمن شيزوفيلان البوليمر العضوي الذي يخلق بمساعدة الفطر المعروف.
وبالإضافة إلى الفوائد الفنية الواضحة، يقدم هذا البوليمر ميزة أساسية أخرى، وهي أن المنتج العضوي الشيزوفيلان يعتبر صديقاً للبيئة بدرجة كبيرة جداً.
الخاتمة/
يعتبر فطر الشيزوفيلوم من الفطريات التي تحتوي على مجموعة إنزيمية كاملة تمامًا، يمكن استخدامها في مناطق متنوعة في مجال التكنولوجيا الحيوية، بالإضافة إلى الأعمال والبراءات المنشورة مؤخرًا والمتصلة بهذه الفطريات، حيث تعد جزءًا من إمكانيات التكنولوجيا الحيوية التي تملكها هذه الفطريات، وبالمراجعة فإن إستغلال الكتلة الحيوية النباتية من الشيزوفيلوم من شأنه العمل علي الحد من الملوثات، وصياغة الكوكتيلات الإنزيمية، كما يعد مصدرًا جيدًا لأنزيمات التحلل المائي وغير المائي والأكسيدي، الذي يمكن أن يساعد في فهم العمليات الحيوية التي يمكن لهذا الفطر من خلالها استخدام الكربوهيدرات والمركبات الفينولية من الأخشاب التي يمكن أن يستعمرها وينمو ويتغذي عليها.
المراجع و المصادر/
1. T. Premamalini, B. T. Ambujavalli, S. Anitha, L. Somu, and Anupma J. Kindo, Schizophyllum Communea Causative Agent of Fungal Sinusitis: A Case Report. Department of Microbiology, Sri Ramachandra Medical College and Research Institute, Sri Ramachandra University, Porur Chennai 600116, India, 2011.
2. Tovar-Herrera, Omar Eduardo et al. “Schizophyllum commune: An unexploited source for lignocellulose degrading enzymes.” Microbiology Open vol. 7,3 (2018): e00637. doi: 10.1002/mbo3.637.
3. David Ellis, My Cology online, “Schizophyllum commune”, The University of Adelaide, South Australia
